Découvrez la réflexion d’Aymen, participant ACT School El Jadida, sur l’importance de l’écriture

Total
0
Shares

Pour l’exercice de rédaction de cette semaine à ACT School El Jadida, le participant Aymen Bensaid, 18 ans, a choisi d’écrire une réflexion autour de l’importance de l’écriture.

Découvrez la réflexion d’Aymen.

هل شعرت يومًا ما بأنك غير قادر على التحدث ؟ يكفي أن تكون جملة من الرغبات والمشاعر الملتهبة تتجه نحو القلم، تبحث عن مخرج عبر السطور، فتتأرجح الأحرف لتصبح كلمات، والكلمات تتحول إلى جمل، والجمل تتحول إلى قصص.

أظن أن الكثير منا بحث عن هذا الشعور في الكتابة، رغم اختلاف الأهداف التي تدفعنا نحوها. فقد يكون هناك محب تائه بين كلمات الحب والمغازلة نحو حبيبته، أو مغترب افتقد حضن أمه، فغلب عليه الشوق والحنين في رسائله. أو قد يكون هناك سجين اقتنع بصعوبة العفو وحقيقة الإعدام، فبقيت الكتابة ملجأه الوحيد الذي ينسيه مرارة التفكير في الموت. حتى لو رحل العفو والسجين، بقيت قصته بين الأوراق، وهناك نوع يستمتع بالكتابة بشكل آخر. أتحدث عندما يلجأ إلى الكتابة كطريقة للتعبير عن أمور لا يسهل البوح بها مباشرة للآخرين. تكون الكتابة وسيلة لرفع الحرج أو تجنب ردود الفعل والثقل النفسي. يمكن أن يجد الشخص نفسه محملا بأفكار وهواجس أو أي شكل من المعتقدات ويبحث عن فرصة لمشاركتها، فيمكن أن يخلق عبر قصة مثلاً سياقًا يهيئ لها. قد تكون شخصية الرواية إنعكاسًا لحقيقة الكاتب وتحمل خصائص هذا الأخير ونظرته نحو مواضيع المجتمع. أحيانًا يمكن أن يولد الكاتب أحداثًا مضت عليه ويكتبها بتعبير ينبع من تلك الأحداث، حقدًا، سعادة، غيرة، حزن، حب، خوف أو غرابة، لا يهم نوع الإحساس، فهو مهم وجوهري.

الكتابة الفارغة بهذا النوع من الانبعاث الحقيقي من أرض الواقع تكون شبيهة بالخبز الجاف. يقول الكاتب إزرا باوند: “أعتقد أن الفنان يجب أن يظل في حركة مستمرة. أنت تحاول أن تترجم الحياة بطريقة لا يتوقعها الناس، وتحاول أيضا تدوين ما ترى”. يؤمن باوند أن الكتابة فن يجب على الكاتب أن يكون إبداعيًا فيه، وإذا لم يستطع ذلك، فلا يجعل الآخرين يشعرون بالملل من قراءته. بمعنى آخر، ينبغي للكاتب دائمًا أن يميل نحو الانبعاث الحقيقي ويجد نقطة إلهامه، قد تكون من محيطه أو من باطنه. في نهاية المطاف، يسعى الكاتب دائمًا لإيقاظ الحياة فيما يكتب. ذكرت سابقًا أن المرء يلجأ إلى الكتابة سعيًا للتعبير ودفع الحرج جانبًا، ولكن الحرج الذي تحاول كلماتي ترجمته هو حرج الانتماء. يفضل الكاتب أن يظل محايدًا أحيانًا، رغم أن أصل تلك الأفكار تنبع من باطنه. في النهاية، لا يجب أن تنسب تلك الأفكار إليه، بل إلى بطل الرواية. ويقوم برمي كل الدوافع نحوه، فيصبح القارئ متأثرًا بالبطل وليس بالكاتب. لنقل، إنه نوع من التضليل… الخ.

الإيمان بتأثير الكتابة أمر شديد الأهمية، فحينما ينظر الكاتب بدافع مستقل عن الآخرين نحو قضية معينة في المجتمع تُغطى بالصمت أو التجاهل، يجد نفسه أمام تحدي لكسر الصمت وفضح جوانب القضية التي عجز المعظم عن رؤيتها. على سبيل المثال، عندما نشر الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو في عام 1829 رواية “آخر يوم لسجين”، كان الهدف وراء الرواية إلغاء عقوبة الإعدام في فرنسا، واختبار تفاعل المثقفين مع الرواية. وقد وضعهم في سياق السجين الذي أصبح سجينًا مرتين، سجين الزنزانة وسجين فكرة الموت. حتى أن الرواية حملت انتقادًا لاذعًا للاعتداء الذي تعرضت له حقوق السجين وحرمانه من فرصة الدفاع عن نفسه وتقليص الأمر على قدرته. ومثال آخر على قوة الكتابة هو جهود الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي في تحطيم الاعتقادات النمطية حول المرأة بالمجتمع بقدرتها الكتابية، على الرغم من ردود الفعل المعادية التي لحقت بأعمالها. إلا أنها ظلت تؤمن بأن الكتابة قادرة على تحقيق التواصل وإيقاظ الكرم والرغبة في القيام بعمل أفضل للآخرين. الأمثلة لا تنتهي، ففي النهاية نجد أن الكتابة كانت وما زالت لها دور في تحقيق الوعي والتصالح مع إنسانيتنا.

عند النظر، نجد أن الجميع يكتب بدافع وشغف نحو غاية معينة، سواء كان ذلك من أجل المتعة الذاتية أو المصلحة العامة، وقد تختلف حتى طرق الكتابة بين الكتابة بالطريقة الكلاسيكية والكتابة بطريقة معاصرة. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح العالم مرتبطًا بالكتابة الرقمية، حيث يتم تداول المنشورات المكتوبة في كل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية، وهو أمر مبهر بالفعل. من الجميل أن نعيش في حقبة يكون فيها الجميع مستعدًا لمشاركة تغريداتهم وتقاسم آرائهم بشكل فصيح. ولكن يجب علينا أن لا نقع في المكر ونجعل الهدف الأهم من الكتابة مقتصرًا في التفاهة والإساءة، إلخ. لنحاول أحيانًا الخروج من مجال التفاهة وخلق معنى مميز لما نكتب، وأن نبتعد عن تأثير الآخرين الذي يروج باستمرار. وكما يقول الكاتب عباس محمود العقاد: “ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه شيئًا جديدًا، حتى الكتب التافهة أستفيد من قرائتها، إني تعلمت شيئًا جديدًا، كيف يكتب التافهون وفيم يفكرون.” وبالتالي، يظهر أن ما تكتبه يخلق انطباعًا نحوك ويعطي صورة للآخرين.

بالنسبة لي، الكتابة عنصرٌ جد مهم في حياتي. أنسحب دومًا نحوها لإيجاد حقيقتي وأبحث دومًا عن المعاني التي قادرة على تجسيد ما أفكر به. قد تكون تجارب جديدة أو أحاسيس أو مجرد أفكار حول الأشخاص الذين مروا في حياتي. وحينما يمر الزمن وأعود لما كتبت، أجلس متأملًا، محاولًا إحساس نفس الأحاسيس وتذكر الطفرات التي مرت بها الذاكرة بالنسيان، وأجدها ما زالت مختبئة بين الأسطر والكلمات. هذا الأمر، كما أشار إليه الكاتب المغربي عبد العزيز الراشدي في كتابه “جراح المدن”، حيث يظهر كيف يمكن للكتابة الحفاظ على الإحساس والإلهام بين السطور.

Retrouvez toutes les actualités de Connect Institute

Recevez notre news lettre chaque mardi !

RECOMMANDÉS POUR VOUS